يُعدّ كتاب سليم بن قيس أقدم أثرٍ مدوَّن في الفكر الشيعي، وأول محاولة لتوثيق التاريخ الإسلامي والعقيدة الإمامية في زمنٍ كانت فيه كتابة الحديث محظورة. فهو شهادة شاهدٍ عاش الأحداث وشارك فيها، لا مجرّد تدوين متأخر، إذ حفظ لنا صورة مبكّرة عن وعي الأمة بعد رحيل النبيّ صلى الله عليه وآله، وموقع الإمام عليّ عليه السلام في قلب هذا الوعي.
عن الكتاب
كتاب سليم بن قيس هو نصّ تاريخي وعقائدي ألّفه سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي، أحد خواصّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وأبنائه الأئمة: الحسن، الحسين، وزين العابدين (عليهم السلام)، وقد أدرك الإمام الباقر (عليه السلام) أيضًا. دوّنه المؤلف في أواخر القرن الأول الهجري، ليكون سجلًّا لمعارف أهل البيت (عليهم السلام) وشهاداتهم على الانحرافات التي تلت وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله.
اشتهر الكتاب بعدة عناوين، منها: كتاب سليم بن قيس، أبجد الشيعة، كتاب السقيفة، أسرار آل محمد، وكتاب الإمامة. ويُعتقد أنه جُمع في ظروف بالغة الخطورة، فقام سليم بإملائه على تلميذه أبان بن أبي عيّاش، الذي حفظه ونشره بين المؤمنين.
يتضمن الكتاب موضوعاتٍ عقائدية وتاريخية محورية، منها:
-
روايات الغدير والثقلين والمنزلة والسفينة والكساء والمباهلة.
-
أحاديث في الإمامة وولاية أمير المؤمنين (عليه السلام).
-
الفرق بين الإسلام والإيمان، وحقيقة الولاية.
-
حروب النبي (صلى الله عليه وآله) ومواقف الإمام عليّ (عليه السلام) في الجهاد.
-
وقائع السقيفة والهجوم على دار الزهراء (عليها السلام).
وهو بذلك يُشكّل مرجعًا أوليًا لرؤية مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) للتاريخ بعد وفاة النبيّ.
ما الذي ستكتشفه؟
-
كيف قدّم سليم بن قيس رواية الصحابيّ الشاهد للأحداث لا الراوي المتأخر عنها.
-
تفاصيل أولية عن حديث الغدير وفدك والسقيفة من مصدرٍ سابق على مدوَّنات القرون اللاحقة.
-
صياغة مبكرة لمفهوم الإمامة الإلهية وامتدادها في اثني عشر إمامًا بأسمائهم.
-
عرضٌ متكامل لعلاقة القرآن بالعترة من خلال حديث الثقلين.
-
وثائق نادرة في مظلومية الزهراء (عليها السلام) واحتجاجها على القوم.
عن المؤلف
سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي (ت 76هـ) من خواصّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) والأئمة من بعده، ومن رجال شرطة الخميس. وُلد قبل الهجرة بسنتين، وشهد وقعة الجمل وصفّين والنهروان، وكان من الدعاة إلى إمامة عليّ (عليه السلام) وولده. هرب من بطش الحجاج إلى البصرة ثم إلى فارس، واستقرّ في مدينة نوبندجان عند أبان بن أبي عيّاش حيث توفي هناك عن 78 عامًا. قضى أكثر من ستين سنة في خدمة العلم ونصرة أهل البيت (عليهم السلام).
لمن هذا الكتاب؟
-
للباحثين في أصول الفكر الشيعي وتاريخ التدوين الإسلامي المبكر.
-
لدارسي العقيدة والإمامة الراغبين في الوصول إلى أقدم مصدرٍ شيعي معروف.
-
للمحققين في نصوص التراث الذين يتتبعون بدايات الرواية التاريخية حول أهل البيت (عليهم السلام).
-
لكل قارئ يريد أن يفهم كيف بدأ الوعي الشيعي يُعبّر عن نفسه بالقلم والوثيقة والشهادة.








