الإمام علي عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام علي عليه السلام سيرة وتاريخ
المؤلف :
مكان الطباعة :
بيروت- لبنان
سنة النشر :
1398
عدد المجلدات :
1
(0 الأصوات)

(0 الأصوات)
الإمام علي عليه السلام سيرة وتاريخ
مقدِّمة المركز الحمد لله رب العالمين.. وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله الهداة الميامين الطاهرين.. وبعد : إن دراسة سيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام تعدّ إحدى الركائز الأساسية في البناء العقائدي والفكري والسلوكي لديننا القويم ، ذلك لأنهم عدل القرآن الكريم والامتداد الرسالي لمنهج النبوة ، والحارس الأمين للقيم والمفاهيم الإسلامية في وجه التشويه والتحريف والضلال. إنها سيرة معصومة تكشف عن سلوك القدوة الحسنة بكل تجلياتها ، وتربط المرء بالمفاهيم الإسلامية في أصالتها ، وتفتح له آفاقاً جديدة في مجالات العلم والعمل والفكر والتربية والسلوك. ومن هنا فإن الكتابة عنها لا تنتهي ، مهما تعددت الدراسات وتنوعت أساليبها ، ذلك مما يجده الباحثون من حالة التواصل مع دلالاتها التي تتسع بسعة الحياة وتستغرق كل مفرداتها ، وتسير بها باتجاه حركة التكامل المطلوب على صعيد الفرد والاُمّة. وعلى هذه الصفحات نسير في رحلة جميلة مع سيرة وصي النبي وابن عمه وباب مدينة علمه ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، منذ مولده الشريف في الكعبة المعظمة ، حتى لقي الله مخضباً بدمه في محراب العبادة بمسجد الكوفة ، شهيداً وشاهداً على الاُمّة بعد سنواتٍ من المحنة والجهاد. إن سيرته عليه السلام صفحة خالدة من صفحات المجد والسمو ، نقرأ فيها عالم المثل العادلة ومبادئ العظمة والاستقامة والخصائص الفريدة ، نقرأ سيرة رجل عاش لله ، وليس فيه شيء لغيره ، يغضب لغضبه ، ويرضى لرضاه ، ويحب فيه ، ويبغض فيه ،أعظم الناس جهاداً في سبيله وأكثرهم معرفة بشريعته وعملاً باحكامها وإحياءً لمعالمها.. فجاءت سيرته تجسيداً لرسالة الإسلام ، بل كانت إسلاماً يتحرك على الأرض.. انه الكتاب الناطق والسنة الحية. لقد كان علي عليه السلام قمةً في كلّ شيء ، ينحدر عنه السيل ، ولا يرقى إليه الطير ، استغنى عن الكل ، واحتاج الكل إليه ، لكنه عاش في مجتمعٍ عزّ وجود من يفهمه فيه ، فكان يقودهم إلى مبادئ الحق ومعارج الكمال ، وكانوا يريدونه لدنياهم وشهواتهم ولذاتهم ، قال عليه السلام : « ليس أمري وأمركم واحداً ، انني اُريدكم لله ، وتريدونني لأنفسكم » وكان يتفجّر علماً لم يجد له حملة ، قال عليه السلام : « إن ها هنا لعلماً جماً لو أصبت له حملة ». ورغم هذا وذاك ، فقد أضحى عليٌ عليه السلام مناراً أبدياً وراية خالدة ترفعها البشرية على اختلاف ألوانها وأديانها ، لأنه إمام الإنسانية الذي يقول : « الناس صنفان : أخ لك في الدين ، ونظير لك في الخلق ». إن مسؤولية الانتماء إلى علي عليه السلام تدعونا إلى الاجتهاد في طاعة الله والتواصل على خط العفة والورع والسداد ، والاقتداء ببعض جوانب سيرته ، ذلك لأن تجسيد شخصيته الموسوعية الهائلة بكل أبعادها أمرٌ دونه خرط القتاد ، فهو القائل عليه السلام : « ألا وان لكل مأموم إماماً ، يقتدي به ، ويستضيء بنور علمه ، ألا وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ، ومن طُعمه بقرصيه ، ألا وأنكم لا تقدرون على ذلك ، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد ». ومن هنا فإن اصدارنا هذا تكفل بتغطية بعض مفردات تلك السيرة العطرة ، باسلوب واضح يتبع المنهج العلمي الدقيق ، موثقاً بالمصادر المعتبرة. ندعو من الله العزيز أن ينفع به الأخوة المؤمنين ، وهو تعالى الهادي إلى سواء السبيل. مركز الرسالة
العناوين ذات الصلة

الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء-المجلد -1-جزء 2

إيقاف الناظرين على سب الأمويين لأمير المؤمنين وآله الطاهرين

نظرية السنة في الفكر الإمامي الشيعي، التكوّن والصيرورة

معجم مؤرخي الشيعة/ الجزء الأول و الثانی

تحفة الکرام في تاريخ مکة و بيت الله الحرام

تاريخ وصاب المسمّى بـ الإعتبار في التواريخ و الآثار

تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان (عج) في الحلّة