المدونات الشعرية على جدران الحضرة العلوية

المدونات الشعرية على جدران الحضرة العلوية

بين جدران المرقد العلوي المطهّر، تتجاور الكلمة والحجر، فينطق النقش شعراً ويخلّد الإيمان فناً. في المدونات الشعرية على جدران الحضرة العلوية، يوثّق الباحث رسول كاظم عبدالسادة ذاكرة النجف الأشرف المحفورة في جدران العتبة المقدسة، مقدّمًا عملاً يجمع بين التوثيق التاريخي والتحليل الأدبي، حيث تتحول القصيدة إلى نقش خالد يُجسّد الولاء للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

عن الكتاب

يُعدّ هذا العمل من الدراسات التوثيقية النادرة التي تتناول النصوص الشعرية المنقوشة في أروقة المرقد العلوي الشريف، باعتبارها سجلاً ماديًا يجمع بين الفن الديني والأدب العرفاني والتاريخ الاجتماعي للمدينة المقدسة.
يضم الكتاب مقدمتين (عامة وخاصة) وستة فصول مرتبة بحسب مواقع النقوش داخل الحرم، تشمل الأبواب الخارجية والداخلية، الأروقة، الصحن المطهر، الضريح الشريف، الشباك وصندوق الخاتم، وأماكن متفرقة أخرى.
وقد اعتمد المؤلف في عمله على المشاهدة الميدانية المباشرة، مدعّماً دراسته بالتصوير، والتحليل النصي، والمقارنة الأدبية، مبرزًا تفاعل الأزمنة المختلفة التي أسهمت في صياغة هذا التراث المنقوش على جدران الولاء.

ما ستكتشفه

• الشعر والنقش كوثيقة حضارية: يتتبع الكتاب كيف تحوّل الشعر الديني إلى وسيلةٍ فنيةٍ للتعبير عن المحبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، داخل فضاء العتبة العلوية.

• نقوش الأبواب والأروقة: يقدم المؤلف وصفًا دقيقًا للأبواب الخارجية والداخلية، حيث تظهر مدونات الناشئ الصغير، قوام الدين القزويني، الشيخ محمد كاظم الأُزري، ومحمد بن إدريس الشافعي، إلى جانب نصوصٍ مجهولة الناظم تعبّر عن تواصل العصور الأدبية.

• المدونات على الصحن والضريح: يضم هذا القسم قصائد لرموز كبرى مثل أبو فراس الحمداني، كمال الدين ابن طلحة الشافعي، السيد رضا الهندي، عبد الباقي العمري، ومحيي الدين ابن عربي، ما يعكس تعدد الاتجاهات المذهبية والأدبية التي التقت في حبّ الإمام علي (عليه السلام).

• الشباك وصندوق الخاتم: يعرض الكتاب المدونات الشعرية المنسوبة إلى السيد الحميري وعبد الحميد بن أبي الحديد، بما فيها من معاني الولاء والعقيدة، إلى جانب وصفٍ جمالي للزخارف والخطوط التي احتضنت هذه الأبيات.

• القيمة العلمية والجمالية: يتعامل المؤلف مع كل نقشٍ كوثيقةٍ تجمع بين النصّ الأدبي، والفنّ التشكيلي الإسلامي، والبعد التاريخي لعمارة العتبة المقدسة، مستخرجًا من خلالها دلالاتٍ روحية وجمالية تعبّر عن عمق الذاكرة النجفية.

عن المؤلف

رسول كاظم عبدالسادة (ولد عام 1967م / 1387هـ في النجف الأشرف) باحث ومؤرخ عراقي من علماء الشيعة المعاصرين، عُرف بإسهاماته في الدراسات التاريخية والأدبية حول الكوفة وأعلام الإسلام، وبجهوده في التوثيق العلمي للتراث العلوي. نشأ في بيئة دينية علمية، وتخصّص في الدراسات الإسلامية والتاريخية، جامعًا بين المنهج الأكاديمي والتحليل الروحي.
من أبرز مؤلفاته: الکوفة في عيون الرحالة والمستشرقين، هاني بن عروة شهيد الوفاء، المفضل بن عمر: سيرته العلمية ومسنده، مسلم بن عقيل في الشعر العربي، مدينة المناقب في ما رواه الصحابة من فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وموسوعة شعراء الغدير.

لمن هذا الكتاب

هذا الكتاب موجَّه إلى الباحثين في الأدب الديني والعلوي، والمؤرخين المهتمين بالعمارة الإسلامية، والمشتغلين بدراسة العتبات المقدسة وتاريخها الفني والشعري.
وهو مرجع فريد لكل من يريد أن يرى كيف امتزج الشعر بالعقيدة، وكيف تحوّلت جدران الحضرة العلوية إلى سجلٍّ شعريٍّ خالدٍ يروي قصة المحبة والولاء لأمير المؤمنين (عليه السلام) بلغة الحجر والنور.