تاريخ السنة النبوية ثلاثون عاما بعد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم

يقدّم الدكتور صائب عبد الحميد في كتابه تاريخ السنّة النبوية: ثلاثون عامًا بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) دراسةً معمّقة لمسار السنّة الشريفة بعد وفاة النبيّ، كاشفًا عن التحوّلات التي أصابتها خلال ثلاثة عقودٍ من الصراع السياسي والفكري في صدر الإسلام. الكتاب ليس سردًا تاريخيًا فحسب، بل بحثٌ منهجيٌّ في حجّية السنّة، وتاريخ التدوين والمنع، وموقعها في التشريع، في محاولةٍ لتتبّع جذور الانقسام المذهبي من زاوية التعامل مع الحديث النبوي.

عن الكتاب

يبدأ المؤلف بمدخلٍ حول حجّية السنّة وأمر النبيّ بحفظها، ثم يقسّم البحث إلى مرحلتين رئيسيتين.
المرحلة الأولى تتناول وضع السنّة خلال ربع قرنٍ بعد الرسول (صلى الله عليه وآله)، مركّزةً على ظاهرة المنع من التحديث والتدوين في عهدي الخليفتين عمر وعثمان، ومناقشة الأسباب السياسية والفكرية التي رافقت ذلك، مثل الخوف من اختلاط السنّة بالقرآن، وتوظيف الاجتهاد في مقابل النصّ. كما يعرض نماذج تطبيقية لقضايا مثل متعة الحجّ والنساء، وصلاة المسافر، وسهم ذوي القربى، بوصفها ميادين لظهور هذا التعارض بين النصّ والاجتهاد.
المرحلة الثانية تتناول موقع السنّة في عهد الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، حيث أعاد الإمام نظام تدوينها وروايتها بعد فترة المنع، ودعا إلى العودة إلى النصّ الصحيح وتوثيق الحديث ضمن منهجٍ علميٍّ متين.
يمتاز الكتاب بعمقه التحليلي وتوثيقه الدقيق، مستندًا إلى المصادر الأصلية من كتب الحديث والتاريخ عند المدرستين، ليقدّم رؤيةً نقديةً لمسار السنّة في حقبةٍ شكلت نواة الخلاف في الفكر الإسلامي.

ما الذي ستكتشفه

• حقيقة الجدل التاريخي حول تدوين الحديث ومنعه في العقود الأولى بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله).

• الأسباب السياسية التي غيّرت مسار التحديث والرواية، ودور الخلفاء في ذلك.

• الفوارق بين مدرسة الاجتهاد في مقابل النصّ ومدرسة الالتزام بسنّة الرسول.

• دور الإمام عليّ (عليه السلام) في إعادة إحياء السنّة وتدوينها وتصحيح مسارها.

• تحليل منهجي لمفهوم العدالة عند الصحابة وأثره في قبول الرواية.

• نقدٌ علميٌّ للأسس التي قامت عليها نظريات حجّية الصحابي وعدالة الجماعة.

عن المؤلف

صائب عبد الحميد (مواليد 1956م، عانة – العراق)، باحث ومفكر إسلامي شيعي، عُرف بدراساته المقارنة بين المذاهب الإسلامية. بدأ مسيرته الفكرية في بيئةٍ سنّية قبل أن يعتنق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) إثر تجربةٍ فكرية وروحية عميقة سنة 1402هـ. درس الفيزياء في الجامعة ثم انصرف إلى البحث التاريخي والعقائدي، وأسهم في إعداد ومراجعة عشرات الإصدارات العلمية في المجمع العالمي لأهل البيت (ع) ومراكز بحثية متخصصة.
من مؤلفاته: ابن تيمية في صورته الحقيقية، النظرية السياسية في صدر الإسلام، المذاهب والفرق في الإسلام: النشأة والمعالم، وفلسفة التاريخ في الفكر الإسلامي. يتميّز بمنهج نقديٍّ يقوم على تحليل النصوص الأصلية، والموازنة بين السند والمتن، واستحضار البعد الأخلاقي في البحث العلمي.

لمن هذا الكتاب

للباحثين في علوم الحديث والتاريخ الإسلامي، وللقارئ المهتم بفهم المراحل الأولى من تشكّل المرويات النبوية، ولمَن يسعى إلى إدراك كيف تحوّلت السنّة من مصدرٍ للتشريع إلى محورٍ للاختلاف المذهبي، في ضوء قراءةٍ علميةٍ متأنيةٍ تجمع بين النصّ والتحليل العقلي.